آسف كلمة ثقيلة في ميزان الأخلاق بقلم: فاطمة أحمد منصور

 

آسف كلمة ثقيلة في ميزان الأخلاق بقلم: فاطمة أحمد منصور
آسف كلمة لها مفعول السحر ، سريعاً ما تقلب الموازين، تتغلغل بلطف فى القلب، تجبر الكسر، وتشفى الصدر، وتطفئ نيران الغضب، وتداوي الجرح.

آسف كلمة لو بادر بها المسئ للإعتذار ممن أساء إليه لانصلح كثير من الأحوال، وماتت الأخطاء، واندثرت الضغائن والأحقاد، فكم من عداوات امتدت لسنوات طويلة، وكم من بيوت خربت، وكم من صلة أرحام قطعت، وكم من دماء أريقت كان يكفى لحقنها كلمة آسف، ولكن لو قيلت فى وقتها.

كما تفقد كلمة آسف “معناها“…إذا أفرط صاحبها في تكرار الخطأ وكثرت اعتذاراته.

ومن منا لا يرتكب الأخطاء؟ فلا أحد معصوم من الخطأ ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» [رواه الترمذي] .

فالاعتذار هو وسام على صدر صاحبه، و انعكاس لطيبة قلبه، وسلامة نيته، ونبل أخلاقه ومقصده.

والاعتذار هو سلوك النبلاء،ومقدرة تتطلب ذوقاً وحلماً وقوة شخصية، فلا يعتذر إلا من يملك مستوى عالي من الشجاعة الأدبية، ومع ذلك كله يأبى بعض الناس تقديم الاعتذار خوفا من الاتهام بالضعف والانكساروالذل والخنوع.

فما أجمل الإعتذار حين يأتى من مخطئ قوى إلى مخطئ فى حقه ضعيف؟!، أى أضغر منه عمراً أو مكانةً، فلك أن تتخيل مقدار الحب والإحترام المتبادل بين المعلم وتلاميذه لو اعتذر منهم عن خطأ غير مقصود، وأصبح بذلك قدوة لهم، ومن الرائع لو اعتذر الأب من أبنائه فهذا الاعتذار لا يقلل من مكانته، بل يعمق أواصر المحبة والاحترام المتبادل بينهم وكيف لاعتذار الزوج من زوجته أو العكس فى حالة الخطأ أن يجعل بينهما رباط قوي يضرب بجذوره في الاعماق تتوفر فيه المودة والرحمة.

فلكم نحن في حاجة ماسة لنشر ثقافة الاعتذار وتعميمها في مجتمعنا،فلنبادر بتقديم الاعتذار بحق من أخطأنا، ولننحى العناد والمكابرةجانباً، ولننشر ثقافة الاعتذار فيمن حولنا ولنتزين بخلق المصطفى صلى الله عليه وسلم ولنربي أولادنا على ثقافة الاعتذار وكيفيته، ومتى يعتذرون؟ ولماذا يعتذرون؟

اظهر المزيد
%d مدونون معجبون بهذه: