رسالة فارغة : قلم // جميل بكري

 

رسالة فارغة : قلم // جميل بكري

شعور صعب جدآ عندما تشعر بأنك خذلت صديقا كنت له كل الحياة . عندما تعلم بأنه في مرض أو شدة و ليتك سألت عنه و عن أحواله لكنك عرفت بالصدفة انه في كرب شديد فتذهب لزيارته فتجده جالسآ كعادته بالسابق فتقترب منه رويدآ وأنت تلبس لباس الخجل والحرج الذي غزلته من خيوط اللامبالاة فتحاول أن تتحدث معه فلا يجيبك ويسألونك من يجلسون بجانبه . مع من تتحدث ؟ فتقول لهم إنه صديقي . يقولون لك هو غير موجود . فتقول كيف وأنا أراه أمامي . فتجد ردهم عجيبا يقولون أنت تري جسده فقط يتحرك أمامك ولكن قلبه في مكان بعيد يبحث عن أشخاص يحبونه وعقله في مكان أبعد يبحث عن إجابات لأسئلة معقدة بداخله . فلا تنتظر منه أن يتحدث معك ولكنه ترك لك رسالة قبل أن يغادر إلي عالمه الخاص . فتسرع وتفتح رسالته فتجدها فارغة . تشعر بالحزن وتسأل نفسك في حيرة . ماذا كان يقصد برسالته هل هي رسالة عتاب أم غضب أم وداع . فكيف لا يريد أن يكلمني ولو كلمة وكان بالسابق يغرد لي تغريداته الكروانية وكنت أتجاهل رسائله وربما كنت أتكبر عليه . وكيف يترك لي رسالة فارغة وهو الذي كانت رسائله تزين دفاتر حياتي ولكني كنت أرتدي نظارة سوداء فلا أري جمال رسائله . كيف هذا ودفتره مازال مكانه والقلم بجانبه والمحبرة يفيض منها الحبر . هل اكتشف أني لا استحق أن يكتب لي ولو كلمة ؟ . أم أن أصابعه التي كانت حروفها تعزف أجمل الكلمات لا تستطيع أن تمسك بالقلم ؟ وحينها تشعر أنك قد أضعت صديقآ مخلصآ من بين يديك . وتشعر أنك لاتستحق صداقته لأنك خذلته و تتمنى ان يشعر بندمك و يسامحك ربما تشعر ببعض الراحة

بقلمي : جميل بكري

اظهر المزيد
%d مدونون معجبون بهذه: