الإعلامية دينا شرف الدين تكتب مستنقعات إغراق مصر ٢ (السوشيال ميديا)
مستنقعات إغراق مصر ٢
(السوشيال ميديا)
و استكمالاً لمخاطر العالم الإفتراضي المزيف الجديد المسمي بالسوشيال ميديا ، و ما يحدث به من مشاكل تقع بأولوية مسببات افساد المجتمع و ضياع منظومة قيمه و أخلاقياته ،و الذي يمهد السبل و يفرشها بالورود لكل فاسد أو لص أو حاقد ليتربح منه سريعاً جداً كلما كان المحتوي الذي يقدمه هابط مسئ .
كنت قد تحدثت بمقالات سابقة عن البلوجرز و التيك توكرز و مهاويس التريند و ما أساءوابه للمجتمع المصري و ما يخفونه من مصائب كبري خلف هذه التفاهات و ما يتم استخدامهم فيه من ذوي المصالح الكبري و التجارة المحرمة مقابل التأسيس المنظم لملايين من المتابعين و نسبة لا بأس بها من الأموال ،و ما خفي كان أعظم.
لكنني:
سأطرق بمقال اليوم باباً مستحدثاً من الخطر الذي تم فتحه ليطل علي هذا العالم الكبير الذي يبحث كل مشتاق فيه عن مغارة علي بابا و حلم الثراء السريع دون مجهود أو شرط.
هذا الذي يعد أشد قسوة من سابقيه ، إذ أنه قد تم فتحه ليجتذب قطاعاً جديداً من شباب الصحفيين و الإعلاميين الباحثين عن فرصةللظهور و التحقق حتي و إن كان بطرق غير مشروعة مهنياً.
فبات بعض هؤلاء الشباب يعملون بجد علي صناعة التريند و ترتيبه ربما من الألف للياء بالإتفاق لإخراجه بشكل محكم و نشره بكثافة واسعة ، أملاً في الحصول علي قطعة من التورتة التي يأكل منها من هم دون المستوي و دون الإحتراف من وجهة نظرهم.
و لنا في تريند هايدي طفلة الشيبسي دليلاً واضحاً علي هذا الحقل الجديد من احتراف صناعة التريند ،
فقد توقفت كثيراً أمام هذا الموقف لهذه الطفلة الصغيرة التي تم الزج بها فيما لا يستوعبه عقلها ، لتصبح مادة للتجارة الرخيصة، من خلال افتعال موقف بسيط عادي و النفخ فيه بشكل غريب و ردود أفعال عجيبة أقل ما يمكن وصفها به أنها مفتعلة.
في حين أنه هناك عشرات و ربما مئات من الصبية و الشباب المبدعين المتميزين الذين يعد إلقاء الضوء عليهم واحب وطني لإفادة المجتمع و خلق قدوة للأجيال القادمة التي ربما نستطيع انقاذها من هذا المستنقع العميق الذي لا طائل منه سوي مزيداً من الغرق و الضياع.
نهاية:
فلتعلم جيداً عزيزي الصحفي و الإعلامي الصغير أن هناك من المتربصين من يصطادون بالماء العكر و ينتظرون مثل هذه التريندات لتضخيمها و نشرها علي أوسع نطاق رغبة بالمزيد من عوامل إلهاء المجتمع و اغراقه بالتفاهات و صرفه عن كل ما هو جيد ضمن خطة ممتدة لتغيير سلوكيات و أخلاقيات و أيضاً انتماءات المصريين، فلا تكن أنت السلاح الذي يصوبه أعدائك بصدر وطنك.