” أحلامٌ فَوقَ مَراكِبِ المَوت “الشاعر // خالد مصطفى بيطار

” أحلامٌ فَوقَ مَراكِبِ المَوت “الشاعر // خالد مصطفى بيطار
.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-
من ذا يُلامُ ومَا أصابَ اللَّائمُ
في البَحرِ غَرقَى والمُتاجرُ عائمُ
وعَلى الضِّفافِ تَناثرتْ أشياؤهُم
زادُ الطّريقِ وساعةٌ وتمائمُ
قَد ودَّعوا بالأمسِ أرجاسَ الشَّقا
كَيما يَفوزَ بِبعضِ سَترٍ حالمُ
مِن خَلفِهم كلُّ القلوبِ تَفَطَّرَت
ودُموعْهم فوقَ الخُدودِ تَراجِمُ
أيَكونُ بَعدَ اليَّومِ وَعدٌ بِاللِّقا
أم سادَ مَن في الشَّاطئينِ تَشاؤمُ
لَكنَّها الأحلامُ أغرَت أهلَها
وعلى السَّفينةِ ضَجَّةٌ وتزاحُمُ
لم يُدرِكوا الأخطارَ حتىَّ أبحَرت
والموجُ عن جُنُبٍ لها يَتلاطَمُ
فَتبخَّرت أحلامُهم من هَولِها
وعلى الوجوهِ تَرقُّبٌ وتَلاومُ
تِلكَ الأماني والنَّعيمُ بِجنَّةٍ
كم أسرَفوا لِبُلوغِها وتَخاصَموا
ورخاءُ عَيشٍ والثَّراءُ يَحُفُّهم
وجِوارُ قومٍ ليسَ فيهِم ظَالمُ
في لحظةٍ صارت سراباً خادِعاً
والموتُ خَيَّمَ واستَفاقَ الواهِمُ
والبحرُ يَحملُ فوقَ صَفحةِ مائِه
جَسداً يَطوفُ وفيهِ ماتَ الحالِمُ
والأمُّ تحملُ طفلها وتَضُمُّهُ
والزَّوج يُمسكُ فيهِما ويُقاوِمُ
لكنَّها الأقدارُ تَفرضُ حُكمَها
فاستَيقَنوا بالموتِ ثمَّ استَسلَموا
ومَواقعُ التَّصويرِ تَرقُب مَوتَهُم
وهُمومُها سَبقُ الصَّحافةِ حَاسِمُ
لَم تُوقِظِ الأشلاءُ فيهِم نَخوةً
وكأنَّما صَرعى العُبورِ بَهائِمُ
” أروادُ ” ألقَت لِلفِدا أكبادَها
ويَقودُهُم للإفتِداءِ عَزائِمُ
فَنَجا بِهِم مَن أدرَكوهُ ومَن قَضَى
لا يُؤخَذونَ بِموتهِ أو يأثَموا
لَكِنَّما الإثمُ المُهينُ يَلُفُّ مَن
كَتَموا المَصابَ بِخِسَّةٍ وتَناوَموا
لا لَومَ فيها لِلغَريبِ ولم نَجِد
مِن قَومِنا بِرِدَا المُروءَةِ قائمُ
قَد أدمَنوا فيهِ مَلامةََ حَالِمٍ
واليُسرُ بَعدَ العُسرِ ليسَ يُقاوَمُ
قَلبي عَلى ” أروادَ ” يَعشَقُ أهلَها
وبِكُلِّ شِبرٍ مِن ثَراها هائِمُ
.- -.- -.-.-.-.-.-.-.-.-
خالد مصطفى بيطار