يسمونه عام جديد وأسميه لحظة أخرى في عمر الكون المديد

يسمونه عام جديد وأسميه لحظة أخرى في عمر الكون المديد: قلم الدكتورة إيناس فرحات
يسمونه عام جديد وأسميه لحظة أخرى في عمر الكون المديد، فالحياة مفتوحة متدفقة متجددة دون فواصل أو مسميات، دون نهايات أو بدايات… لحظة واحدة مستمرة، دائمة التجدد والتغير. ونحن نقسمها ثواني ودقائق وساعات وأيام و أسابيع وشهور وأعوام… ربما نعطي أنفسنا فرصة لالتقاط الأنفاس، وفي جانب بعيد أو قريب من عقولنا ندرك أن هذه اللحظة الراهنة هي الفرصة الوحيدة… الاستراحة التي نجلس بها ونرتاح ونتأمل ما حدث وكأنه وقت منصرم وما سيحدث وكأنه مستقبل قادم… وكأنها فرصة يمنحها العقل ليقف وقفة في محطة الحياة، يدرس ويفند ويحلل ويختار ويكون آمال وأحلام وأهداف جديدة. والحق أن الحياة لحظة وفرصة دائمة متاحة دون حاجة لفواصل و تقسيمات… وكل ما يسمى بالماضي المنصرم لم يمض ولم ينصرم لأنه موجود الآن في هذا الكيان جزء لا يتجزأ من التجربة الكلية… وما نسميه بالمستقبل ما هو إلا انعكاس لحالة التأمل التي يمتد بها وعينا ليبني تصورات وأحلام وآمال… كلها موصولة باللحظة الوجودية الواحدة التي تشكل حياتنا… كحيز من البراح يشغله وجودنا ويخطئ العقل فيسميه فراغ وهو في الحقيقة ما يمنح الموجود وجوده وحقيقته. فأهلا بالحياة بكل تجددها وتدفقها… ودمتم ودمنا جميعا على درب الحياة بخير وصحة وطمأنينة وراحة بال. ولا أجد بعد هذا أصدق من هذا الاقتباس للعالم والفيلسوف رحمة الله عليه مصطفى محمود لكي أختتم به هذه التأملات في الذات:
“أنت الفاعل سبحانك ، وأنت مجري الأقدار والأحكام ، وأنت الذي امتحنت وقويت وأضعفت وسترت وكشفت ، وما أنا إلا السلب والعدم ، وكل توفيق لي كان منك ، وكل هداية لي كانت بفضلك ، وكل نور كان من نورك ، ما أنا إلا العين والمحل وكل ما جرى عليّ كان استحقاقي ، وكل ما أظهرت فيّ كان بعدلك ورحمتك ، ما كان لي من الأمر شيء ، وهل لنا من الأمر شيء.” مصطفى محمود
دمتم جميعا بكل خير وسعادة وراحة بال.