قصة قصيرة (الست سامية)**تأليف علية مصطفى خضر

 

 

 

                                            قصة قصيرة (الست سامية)**تأليف علية مصطفى خضر
                                             *****************************************
انتظري (سامية ) فقد مللت الجري خلفك ألم تتعبي ألم تكبري، فلم نعد صغيرين على ما تفعلي، فقد أكل الدهر علينا وشرب ألم تخبرك الشعيرات البيضاء أننا هرمنا أصبري زوجتي الحبيبة على ما تبقى، فلم يعد في العمر مثل ماسبق.
صرخت ( سامية ) فيه كالمدفع الرشاش إلى متى؟ أصبر لقد أشتكى الصبر مني، ولم يعد يرافقني إلى متى ؟ بالله عليك أخبرني !
أخذ ( جمال ) يبكي ويتعلق بثوبها كطفل صغير خائف أن يفقد أمه، فلتسامحيني إذن، ولن انجرف لذلك مرة أخرى.
صاحت:” كاذب (جمال ) كاذب أنك تعتذر ثم تعود، وهكذا دواليك لذلك بالله عليك اتركني أرحل لأعيش ما تبقى من عمري في سلام”
لا أرجوك قال جمال:” فأنت كل حياتي أمي ـ زوجتي ـ أختي ـ أبنتي، وكل ما لي من حطام هذه الدنيا “
ردت سامية:” لذلك تعذبني، وتشك بي، وفي كل من حولي أيا رجل أتغير من ابن الجيران ابن صديقتي الحاجة ( فاطمة ) إنه في السابعة عشر من عمره طفل صغير”
رد جمال:” لا يا ستي ليس صغيرا بل رجل في عمر الزهور “
ثاني يا جمال ثاني أعمل أيه فيك أصرخ ألم الناس عليك ؟ حرام ابتعد عني ارحل أو اتركني لحالي ألملم أشيائي، وأذهب لإحدى دور الرعاية أبقى بها ما تبقى لي من عمر، وعيش أنت مع هواجسك، وظنونك التي سوف تقضي عليك، وأسرعت تهم بالخروج من الباب. عندما سمعت صوتا خلفها يناديها إلى أين سيدتي، ولماذا تحملين أمتعتك؟ هل ستغادرين ألن تنتظري الأستاذ جمال حتى يأتي، وترحلي معه؟
نظرت لها ( سامية ) بتمعن ثم سألتها من أنت يا بنت ؟ ولماذا تتكلمين معي، وكيف دخلتي إلى شقتي، ومن فتح لك الباب؟ أه أظنه ( جمال ) نعم فهو يريد التخلص مني ويعيش حياته كما يحلو له بدون زوجة تحاسبه لكن لا لن أتركه يفعل ما يريد آه أنت العروسة الجديدة !
ضحكت الممرضة من تقوم برعاية السيدة (سامية) وقالت لها :” تعالي سيدتي لنصعد لغرفتك حتى يأتي الأستاذ جمال”
كان هذا هو حالها تعيش القصة وترسمها وتقوم ببطولتها ويوميا قصة جديدة، ودائما بطلها ( جمال ) هكذا كانت ( الست سامية ) كما كان يناديها الجيران قبل أن يضعها ابنها ( جمال ) في مصحة للرعاية النفسية والعقلية.

اظهر المزيد
%d مدونون معجبون بهذه: