أخبار دوليةعاجل

إنتصار روسيا على النازية بقلم المهندس رائد مهنا

الإتحاد السوفيتي (روسيا الإتحادية حاليا)

إنتصار روسيا على النازية
م.رائد مهنا موقع جريدة عيون الشعب

انتصار روسيا علي النازية

بقلم/

م.رائد مهنا

بعد عقود من الزمن مرت على ذلك التاريخ 9 مايو/أيار عام 1945، حين صفق العالم أجمع للاتحاد السوفيتي (روسيا الاتحادية حالياً) احتفالاً بانتصاره في الحرب الوطنية العظمى، التي تحقق فيها النصر بفضل شجاعة وبطولة الشعب السوفيتي.

فقد قدم جنود الجيش الأحمر المساهمة الرئيسية والحاسمة في هزيمة القوات الألمانية النازية وحلفائها.

لقد كان هذا النصر باهظ الثمن بالنسبة للاتحاد السوفيتي، حيث دفع الشعب ثمناً غالياً تمثل في 26.6 مليون خسارة بشرية.

كان من بينهم من قُتل في المعارك، ومن مات متأثراً بجراحه، ومن توفي بسبب الجوع والمرض، بالإضافة إلى المدنيين الذين راحوا ضحية القصف بالقنابل والمدفعية، وأسرى الحرب الذين تم إعدامهم أو ماتوا تحت التعذيب في معسكرات الاعتقال.

لم يحرر الجندي السوفيتي وطنه من النازيين فحسب، بل منح أيضاً شعوب الدول المحتلة من قبل الديكتاتورية الهتلرية فرصة للبقاء والحفاظ على الاستقرار الوطني.

لقد أنقذ الجنود السوفييت العالم، وتركوا أثراً عميقاً في قلوب ملايين الناس.

ولكن، وللأسف، يتناقص عدد الشهود على أفظع الحروب مع مرور كل عام.

ومن بين أبرز أحداث تلك المعارك، كان حصار مدينة لينينغراد (سانت بطرسبرغ حالياً)، التي تُعد مركزاً صناعياً وثقافياً كبيراً، وموطناً لرموز ثقافية مثل فيودور دوستويفسكي وألكسندر بوشكين، وعلى الصعيد السياسي، مهداً للثورات ومكان ولادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

كل هذه العوامل جعلت المدينة هدفاً استراتيجياً لهتلر، حيث خطط للاستيلاء عليها، لما لها من موقع استراتيجي على ضفاف نهر نيفا، وعلى حدود فنلندا من الشرق، وبالقرب من بحر البلطيق من الشمال الغربي.

بدأ حصار مدينة لينينغراد في 8 سبتمبر 1941، واستمر حتى 27 يناير 1944، أي لمدة 872 يوماً.

ورغم القصف اليومي والحصار الخانق والجوع القاتل والبرد القارس، لم تنكسر إرادة سكان لينينغراد الأبطال، الذين واصلوا الحياة والقتال.

حتى أن حصة الفرد اليومية من الخبز وصلت إلى 250 غراماً، والأطفال إلى 150 غراماً، بسبب شدة الحصار وانقطاع الإمدادات.

وفي نهاية المطاف، وبعد سنوات من الصمود والتحدي والتضحيات، تحقق النصر للاتحاد السوفيتي في لينينغراد، وكان ذلك نقطة تحول كبيرة في الحرب، وصولاً إلى اجتياح برلين وسقوط النازية الألمانية.

لقد أصبحت تلك الوقائع شهادة حية على قوة الإرادة الإنسانية والروح الوطنية التي لا تُقهر، وستبقى خالدة في ذاكرة الشعب الروسي وفي تاريخ الحرب العالمية الثانية، رمزاً للبطولة والعزيمة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة