أخبار عربية

اللواء الدكتور سمير فرج يكتب قصة مخيم الهول: هل وصلت للنهاية؟  

مخيم الهول

 

قصة مخيم الهول: هل وصلت للنهاية؟

 

لواء دكتور/ سمير فرج

 

هذا المخيم يقع في شمال سوريا، في محافظة الحسكة، بالقرب من حدودها مع العراق. ومن قبل، كان أحد مخيمات اللاجئين في سوريا.

وفجأة، مع وصول الدواعش إلى منطقة الشام في سوريا والعراق بالذات، أصبح هذا المخيم ملجأ لكل أسر الدواعش، خاصة الزوجات اللاتي فقدن أزواجهن من الدواعش في القتال.

 

عندما يموت الزوج الداعشي، تذهب الزوجة ومعها الأبناء ليعيشوا في مخيم الهول.

وقد وصل عدد اللاجئين حاليًا في المخيم إلى 74,000 لاجئ من مقاتلي الدواعش منهم حوالي 20 الف سيدة و50 الف طفل والباقي من الرجال المسنين.

 

ومن أكبر المشاكل التي تظهر خاليا أن هناك زوجات لمقاتلين دواعش أجانب، وهنّ سيدات اعتنقن الفكر الداعشي وتزوجن من دواعش.

وعندما قُتل الزوج، لم تجد هذه الزوجة الأجنبية مكانًا تلجأ له بأطفالها إلا معسكر الهول ونجد أن بعض من هؤلاء الزوجات اعتنقن الفكر الداعشي لأنهم تزوجن بداعشي ولكنها لا تؤمن بالفكر الداعشي .

 

ولعل من أغرب القصص في ذلك المعسكر بعد موت الداعشي في اثناء، العمليات في سوريا. أو الأردن، تبين أن له عدة زوجات، واحدة سورية وواحدة عراقية، والثالثة أوروبية، ومن هنا أصبح هناك صراع داخل المعسكر بين الزوجات الثلاثة، وهو أمر شائع في داخل المعسكر أن معظم الداعشيين كان لهم أكثر من زوجة .

ولم يظهر ذلك إلا بعد وفاته، ولجوء الزوجات وأبنائهم إلى ذلك المعسكر، حيث كان اللقاء والمفاجأة والصراع بين الزوجات والابناء .

 

هذا المعسكر تسيطر عليه حاليًا “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية (قسد) حوالي 400 مقاتل.

وتبدأ المشكلة الأولى لهذا المعسكر في سوء حالة الإقامة فيه، سواء من ناحية المعيشة أو الخدمات فالطعام يتوفر بالكاد الخدمات الصحية غير المتوفرة وليس هناك مدارس لآلاف الأطفال لذلك هو أشبه بسجن صغير .

 

ثم تأتي المشكلة الأكبر، وهي أن الفكر الداعشي موجود بينهم بنسبة كبيرة بين الجميع، وبالتالي ينشأ هؤلاء الأطفال الصغار والشباب على نفس الفكر الداعشي.

وقد حاولت وكالات غوث الأجنبية التدخل لنقل أسر الدواعش من الأجنبيات، الى بلادهم الاصلية، ولكن رفضت كل الدول الأوروبية استقبال بناتهم اللاتي اعتنقن الفكر الداعشي، وبالطبع رفضوا أيضًا استقبال أطفالهم.

 

وكان أول الرافضين هو الرئيس الأمريكي “ترامب”، الذي أعلن ذلك بوضوح. ورغم سيطرة قوات “قسد” على المعسكر وهي التابعة لأمريكا، إلا أن الاشتباكات بين العناصر داخل المعسكر أصبحت كارثة وأصبح من الصعب السيطرة عليها حيث ان هناك يومياً حوادث قتل واغتصاب خاصة بين الفريقين العرب والأجانب.

 

وجاء الفرج في البداية عندما سمحت العراق بعودة بعض الأسر الداعشية من أصول عراقية، حيث عادت 200 عائلة. وحاليًا، تقوم سوريا، بعد وصول أحمد الشرع، بعملية تنظيم عودة الأسر من أهل سوريا، حيث من المنتظر وصولهم إلى إدلب، وحلب.

 

أما مشكلة الزوجات الأجنبيات وعودتهن إلى بلادهن، فرغم أن بعض السيدات كسبن قضايا أمام القضاء البريطاني مثلابإمكانية عودتهن للبلاد، إلا أن المحكمة البريطانية عندما وافقت على عودة الأم إلا انها رفضت عودة الأبناء على أساس أن جنسيتهم تعود للأب، الذي بالطبع ليس بريطانيًا. وبالطبع، رفضت الام البريطانية العودة إلى بريطانيا تاركة أولادها وبالتالي تعقدت المشكلة أكثر .

 

وقد اتهمت لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة فرنسا برفضها السماح بعودة السيدات من أصل فرنسي إلى أوطانهم، لأن الدول الأوروبية ترى أن وصول هؤلاء السيدات إلى بلادهم الأجنبية، ومعهم الفكر الداعشي، سوف يضر بالأمن القومي للدول الأوروبية. وكذلك الأطفال الذين تشربوا هذا الفكر الإرهابي خلال وجودهم في المعسكر. ولذلك، عند وصولهم إلى الدول الأوروبية، سوف يكون كل منهم “داعشي أوروبي جديد” يعيش على أراضي أوروبا، ويتمتع بكل مزايا المواطن الأوروبي وهو داعشي العقيدة.

 

وهكذا، تعقّدت المشكلة تمامًا، وأصبحت الأمم المتحدة عاجزة تمامًا عن تقديم أي حل لهذه المشكلة، التي أصبحت قنبلة موقوتة في شمال سوريا.

ويخشى البعض أنه بعد عدة سنوات، سوف يتحول هؤلاء الأطفال إلى مرتزقة يعملون مع الجماعات الإرهابية في العالم، خصوصًا أن العالم ما زال حتى الآن مليئًا بمناطق النزاع في جميع القارات.

 

وحاليًا، بدأت الأمم المتحدة تفكر في استقطاب الأطفال تحت سن العاشرة، من الذكور والإناث، حيث يتم إجراء اختبارات لهم حول مدى تأثرهم بالفكر الداعشي. و اذا تم التأكد من أن هؤلاء الأطفال غير متأثرين بهذا الفكر المتطرف فان الأمم المتحدة سوف تتخذ قرار بترحيلهم الى مناطق مثل أمريكا الجنوبية او حتى افريقيا او استراليا تكون الدول هناك على استعداد لاستقبالهم أو في هذه الحالة، سيتم إجبار الدول الأوروبية على قبولهم، ما دامت الأفكار الارهابية لم تدخل في عقولهم بعد.

 

خاصة أن بعض الدول الأجنبية وصلت لها معلومات ان طالبان في أفغانستان تستعد لاستقبال هذه الأسر من السيدات الأوروبيات للعيش في أفغانستان ومعهم أطفالهم. وبهذا، تكون افغانستان قد وفرت لهم معيشة خارج الأراضي الأوروبية.

ولكن هذه المعلومات لم تُؤكد بعد.

وعلى أي حال، فإن مخيم الهول يُعتبر قنبلة موقوتة، ليس فقط داخل المعسكر نفسه من أعمال القتل، والسرقة، وسوء الخدمات الطبية والإنسانية، بل لأنه قنبلة موقوتة يمكن أن ينفجر عندما ينتشر هذا الفكر الداعشي من خلال الأسر في دول أخرى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة