أخبار دوليةأخبار عربيةأخبار مصرعاجل

لواء دكتور سمير فرج يكتب طريق ترامب لجائزة نوبل

طريق ترامب لإستلام جائزة نوبل فى ٱخر العام

 


طريق ترامب لجائزة نوبل

لواء دكتور/ سمير فرج

تابعت، على الشاشة الصغيرة، كغيري كثيرون ، مراسم جنازة الرئيس الأمريكي، الأسبق، جيمي كارتر، التي أقيمت في العاصمة الأمريكية، واشنطن، بعدما وافته المنية عن عمر يناهز المائة عام. كان كارتر، الرئيس التاسع والثلاثون للولايات المتحدة، وحاصل على جائزة نوبل للسلام في عام 2002، نتيجة للدور العالمي العظيم الذي لعبه لتحقيق السلام، والذي شمل تحقيق السلام بين مصر وإسرائيل، وبالتالي في الشرق الأوسط، وهو ما كان محور كافة الخطابات، في يوم جنازته.

 

وبينما تذاع مراسم الجنازة، انتقلت الكاميرات على وجه الرئيس الأمريكي، الحالي، دونالد ترامب، فوجدتني أفكر فيما يدور في ذهنه، في تلك اللحظة، وتصورته يفكر في أنه أحد أكبر أغنياء العالم، ورئيس أكبر دولة في العالم لفترتين، ولعل ما ينقصه هو أن يحصل، هو الآخر، على جائزة نوبل، مثلما حصل عليها الرئيس كارتر، الذي رعى اتفاق السلام في كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل.

 

ومنذ ذلك اللحظة وأنا أرى للرئيس ترامب أربعة أولويات، اثنان منهما لتحقيق السلام، مرة في الشرق الأوسط بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وفلسطين، ومرة بوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا. أما الأولوية الثالثة، من وجهة نظره، فتكمن في استعادة قوة أمريكا، من خلال السيطرة على العالم اقتصادياً، وخاصة بالتفوق على الصين. بينما رابع أولوياته تأسيس الإمبراطورية الأمريكية الجديدة، بضم جزيرة جرينلاند، وقناة بنما، وكندا، لتصبح الولاية رقم 51، وفقاً لتصريحاته، وبهذا تصير الولايات المتحدة الأمريكية أكبر قوة في العالم، سواء من حيث المساحة، أو القدرة الاقتصادية، أو القوة العسكرية، وهو ما سيؤهله، من وجهة نظره، للحصول على جائزة نوبل للسلام.

 

دعونا نستعرض، في البداية، البنود السبع التي حددتها الولايات المتحدة للوصول لاتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، والتي يبدو أنه تم الاتفاق عليها مع الرئيس الروسي بوتين، خلال الزيارتين الأخيرتين لمبعوث الرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف، إلى موسكو. ينص المبدأ الأول على اعتراف الولايات المتحدة بأحقية روسيا في شبه جزيرة القرم، التي كانت تابعة، في الماضي، لروسيا قبل أن يمنحها خروشوف لأوكرانيا أيام الاتحاد السوفيتي، ثم أعادت روسيا ضمها لأراضيها، في 2015.

 

أما البند الثاني فهو اعتراف أمريكا، شبه رسمياً، بأحقية روسيا في المقاطعات الأربعة التي ضمتها خلال حربها الحالية مع أوكرانيا، وهي لوهانسك ودونيتسك وزابوروجيا وخيرسون، على أساس التفاوض على شكل الحدود، مع السماح لأوكرانيا بوجود مسارات لها للوصول إلى نهر دينبرو كجزء من التسوية.

 

ويشترط البند الثالث على عدم انضمام أوكرانيا لحلف الناتو، كعضو فيه، في مقابل البند الرابع، بالنظر في إمكانية السماح لأوكرانيا بالانضمام للاتحاد الأوروبي. أما خامس البنود فيشترط نقل السيطرة على محطة زابوروجيا للطاقة، أكبر المحطات النووية في أوكرانيا، من روسيا إلى أمريكا. مع التأكيد على توقيع أوكرانيا على صفقة المعادن إلى أمريكا، كسادس البنود. وأخيراً رفع كافة العقوبات المفروضة على روسيا.

 

مما لا شك فيه أنه لم يتم الاتفاق مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي على أي من تلك البنود، إذ تُشير الشواهد لإجباره على الرحيل إلى إنجلترا، لتشهد بلاده بعدها انتخابات رئاسية، وبرلمانية، جديدة، تتولى التصديق على معاهدة السلام المتضمنة لتلك البنود. لذا فمن المتوقع أن يتم وقف إطلاق النار، لفترة تمهيدية، لحين الانتهاء من الانتخابات الجديدة في أوكرانيا.

 

أما شق السلام الآخر، المؤهل للحصول على جائزة نوبل، فمن المنتظر إتمامه خلال زيارة الرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط في الفترة من 13 إلى 16 مايو، إذ من المقرر أن يزور السعودية والإمارات وقطر، للاتفاق على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، على أن تسلم حماس جميع الرهائن وعددهم 59 رهينة، منهم 24 أحياء، والباقي جثامين. وسيتم وقف إطلاق النار لمدة 45 يوماً، تنسحب بعدها إسرائيل من كامل قطاع غزة، على أن يدير القطاع لجنة مكونة من 15 فرداً تكنوقراط من السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله، وليس بينهم أي فرد من حماس، بعدما تم إلغاء فكرة عملية التهجير تماماً. وهناك احتمال وجود عناصر فلسطينية من السلطة لتأمين قطاع غزة، سيتم تدريبهم في مصر وتحت سيطرة الولايات المتحدة. كما سيتم العمل باتفاقية المعابر التي تم توقيعها بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، على أساس السيطرة الفلسطينية على الجانب الفلسطيني من غزة، ومعها عناصر من الاتحاد الأوروبي.

 

وتبقى حالياً مشكلة واحدة، وهي نزع سلاح حركة حماس الذي يطالب به نتنياهو ويؤيده بشدة الرئيس ترامب. وأعتقد أنه بعد إعلان الرئيس عباس في رام الله على ضرورة أن تلقي حماس سلاحها من أجل سلامة المواطنين في غزة، يمكن في هذه الحالة الموافقة على تحويل حماس إلى حزب سياسي. وعلى أية حال، ما زالت هذه هي المشكلة الوحيدة. ويبقى الرهان، هل سيوافق رئيس الوزراء الإسرائيلي على الخطة الأمريكية، القائمة بالأساس على الخطة المصرية؟ وفي ظني أن نتنياهو سيقاوم طلب الرئيس ترامب، وسيُجبر لقبوله، مما سيضطره، حينئذ، لترك منصبه كرئيس لحكومة الإسرائيلية، وهو ما قد يُصعب إنهاء الحرب على أرض غزة.

 

وفي حال تكللت مهمة الرئيس ترامب بالنجاح في الشرق الأوسط يوم 16 مايو، سيكون قد ضمن نصف جائزة نوبل، ليعود إلى الولايات المتحدة لاسكتمال الاتفاق الروسي الأوكراني، ويستعد للاحتفال باستلام جائزة نوبل في آخر عام، ويتحقق حلمه الذي رآه يوم جنازة الرئيس كارتر.

 

Email: [email protected]

 

1

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة