أخبار الفنأخبار دوليةأخبار عربيةأخبار مصرالطفل و المرأةعاجل

التنمر والتحرش والإزدراء بقلم الكاتبة الإعلامية دينا شرف الدين

التنمر والتحرش والإزدراء هل هى لغة العصر الحديث ..؟!

مدى قوة تأثير الدراما فى المجتمع
الإعلامية دينا شرف الدين موقع جريدة عيون الشعب

” التنمر و التحرش و الإزدراء “

                    لغة العصر الحديث

بقلم الكاتبة الإعلامية دينا شرف الدين

استوقفتني بالأسابيع القليلة الماضية عدة أحداث أقل ما يمكن أن تتصف بها أنها غير إنسانية و غير آدمية بل و شديدة الغربة عن سلوكيات و أخلاقيات المصريين التي عهدناها قبل أن تنقلب رأساً علي عقب ، تحديداً بزمن السوشيال ميديا و ما جلبه لنا من آفات لم نكن نتصور أن لها أية وجود بالواقع، و لكن بكل أسف قد تبين أنها اللغة الغالبة و السلوكيات الشائعة بزمن عجيب يدفع بنا يوماً بعد الآخر في مستنقعات من الكراهة و الأحقاد و سوء النوايا و الأنفس.

فمنذ عدة سنوات قليلة بات تربص جماهير العالم الإفتراضي بفئة المشاهير و الشخصيات العامة أمراً معهوداً و ظاهرة خارجة عن السيطرة،

و لكن:

مع آخر المستجدات التي ضربت بكافة معاني الرحمة و الإنسانية عرض الحائط، أصبح هناك نوعاً جديداً من التنمر الجارح الذي فاق كل الحدود،

– عندما خرجت فنانة راقية و ابنة لفنان محترم تتوسل لجماهير السوشيال ميديا أن يكفوا عن السخرية منها لظهور بعض علامات تقدم العمر عليها ، و طلبت منهم بأدب شديد أن يكتفوا بنشر تلك التعليقات علي صفحاتهم الشخصية و ليس علي صفحتها حتي لا يتأذي أبنائها من مثل تلك الكلمات الجارحة.

– و كذلك حملة السخرية و التهكم و التنمر التي تعرض لها مؤخراً البلوجر الشاب شريف نصار ، و التي أصابته بحزن شديد لم يحتمله قلبه ليفارق هذه الحياة حزيناً مهزوماً مصدوماً مما آلت إليه أخلاقيات البشر من توحش و قسوة و كراهة غير مسبوقة ولا مبررة برغم كل الضغوطات النفسية التي يعاني منها المجتمع بأسره.

فكما نعلم أن الكلمة الطيبة نوع من أنواع الصدقات التي وجب علي الإنسان الحرص علي إخراجها في كل يوم يكتب له الله فيه أن يحيا من جديد ، ليمتن لله علي نعمه التي لاتعد ولا تحصي ،

و تلك الصدقات التي نتحدث عنها لا تقتصر عل فئة القادرين من الناس لصالح غير القادرين ، و إنما الصدقات للجميع من استطاع مادياً و من لم يستطع ، إذ أن هذه الصدقة قد تكفيها و تفيض كلمة طيبة من شخص لآخر ،

فهذه الكلمة التي تطيب بها نفس قد يكون بها من الحزن و الألم و الانكسار ما يشفيها.

إذ أن هذه الكلمة التي قد تجبر بها خاطر شخص و ترفع من حالته المعنويه و تهدئ بها من جراح نفسه لن تكلفك الكثير و لن يضرك منحها و الاغداق بها علي من حولك و لن تنتقص منك شيئاً إن أكثرت منها لوجه الله و دون مقابل .

فما يحدث بالآونة الأخيرة تحديداً بمجتمعات العالم الإفتراضي المسمي بالسوشيال ميديا، ما هو الا حالة عامة من التربص و التنمر و التطاول علي الآخر، دون منطق و دون تمييز أو احترام لشيخ كبير أو رمز مجتمعي قد اعتاد احترامه الناس سواء كان فنان أو رياضي أو شيخ من الدعاة أو حتي عالم من العلماء ، في حالة غير مسبوقة من إساءة الأدب و التبجح و الرغبة في الهجوم من أجل الهجوم و كأن نفوس الناس قد اكتظت بأدرانها لدرجة الرغبة الملحة في التخلص من بعضها و رمي الآخرين بها للاسبب سوي الأذي النفسي بدافع الحقد المعلن دون رغبة و لو بسيطه في إخفاؤه ،

و كأن الناس قد نصبت نفسها أوصياء علي الناس ، و تحول أكثرهم إلي نقاد و منتقدين لهذا و ذاك ، بكلمات لاذعه مؤذية قد تتسبب للبعض بإحباط أو حزن أو انكسار للقلب أو انعدام للثقة بالنفس ،و غيرها من مسببات الأذي و الألم النفسي ، ما يخالف شريعة كل الأديان السماويه و غير السماوية و أبسط قواعد الانسانية التي اتفقت جميعها علي أن الدين المعاملة ، أياً كان هذا الدين ، و أن الكلمة الطيبة صدقة و جبر الخواطر من أولي أسباب الفوز بالجنة

نهاية:
عزيزي الانسان ،

أنت لا تعلم ما يخبئ كل منا بنفسه من ظروف و هموم و متاعب، و ما قد تخفيه إبتسامة علي الوجه و صورة هنا و لقاء هناك قد يكون بغرض الترويح عن نفس مثقلة بالأعباء ، تتلهف بشدة لكلمة قد تخفف عنها بعض أحمالها أو يتبدل بها حالها أو حتي تتقي بها شرورها .

فليتصدق بعضنا علي بعض بهذه الكلمة التي لن تكلفه الكثير و ليكثر منها هنا و هناك ، لينشر لغة أخري للمحبة و السلام في مقابل تلك التي ترددت أصدائها الشريرة لتصيبنا بغصة قد امتلأت بها أنفسنا.

لعل الله يجعل لنا و لبلادنا و إخوتنا من المستضعفين في الأرض من بعد عسر يسرا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة