أخبار مصرعاجل

السوشيال ميديا عدو بألف وجه بقلم الإعلامية دينا شرف الدين

دور المنظومةالإعلامية فى نشر الوعى والحد من خطورة السوشيال ميديا

السوشيال ميديا عدو بألف وجه
الإعلامية دينا شرف الدين موقع جريدة عيون الشعب

السوشيال ميديا “عدو بألف وجه”

بقلم / الكاتبة الإعلامية دينا شرف الدين

السوشيال ميديا و ما أدراك ما السوشيال ميديا، تلك التي باتت شريكاً أساسياً بغالبية البيوت المصرية ، ذات قوة و غلبة غير مرئية ، لكنها عتيدة و قوية ،
فعندما أتأمل خطورة هذا الشريك الدخيل الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياة المصريين بمختلف طبقاتهم الإجتماعية و مستوياتهم الفكرية و الثقافية، لا أجد غير صورة واحدة تترائي لي ، إذ أجده يقف موقف الشيطان الذي لانراه بأعيننا ، لكن له سطوة جبارة علي من يستمع و ينصاع لأوامره و توجيهاته ، و التي حتما ا تنتهي بالدمار و السقوط .

نعم :
فقد حلت وسائل التواصل الحديثة محل الشيطان ، الذي يوسوس و يغوي و يحرك بني آدم ليهلكه ،
فقد فاز من فطن لهذا العدو المخفي الذي يستدرجك بآفاق رحبة و يغرقك بمعارف لم تكن تعلم عنها و يقحمك بقضايا لم تكن يوماً من أولوياتك ، و يقتحم البيوت و يفشي حرماتها ، خاصة لطبقة المشاهير بأي مجال ،
هؤلاء الذين باتوا أول ضحايا هذا الشيطان ، الذي يستبيح حياتهم الشخصية و يجعل منها موضوعاً عاماً مطروحاً للنقاش العلني ، ليدلي به كل من هب و دب بدلوه و ينظر عليه كما يحلو له ، و يحور و يغير و يضيف و يعلو بإضافة الكثير من التوابل الحارة لطبخته المسمومة لمزيد من المشاهدات و الأرباح علي حساب هدم و تدمير و تشويه أسرة بأكملها ، لم تقترف ذنباً سوي أن ربها أو أحد أفرادها من طبقة المشاهير ، ليحمل باقي أفراد أسرته تبعات هذا الذنب و يتجرعوا مرارة و قسوة تدخلات و مزايدات و تحليلات الجميع من رواد تلك الوسائل لقضيتهم الخاصة.

للأسف :
، فقد أصبحت أسهل و أسرع وسيلة لنشر المعلومات التي عادة ما يكون أكثر من نصفها مجرد شائعات يتم بثها بشكل منظم أو غير منظم ، مقصود أو حتي دون ذلك ،
و لكن في النهاية تكون النتيجة واحدة ، و هي انجراف الغالبية العظمي من رواد تلك الوسائل الذين هم ُكُثر لتصديق هذه الأخبار أو تلك الشائعات
فيطمئن قلب من أطلقها لغرضٍ في نفسه أنها ستنتشر كالنار في الهشيم بفضل آلاف عمليات المشاركة التي لا تكلف المتصفح الشغوف أكثر من ثانيتين بضغطة زر واحدة ، لينشر و يؤكد و يوثق الخبر الذي لا يعلم مدي صحته أحد !

فإن كنا نعاني اليوم في ظل المنظومة الإعلامية الحديثة من فقدان بعض الثقة فيما نتلقي من مواد و أخبار و صور و غيرها عن طريق الجرائد و مواقع الأخبار التي تسلل إلي أروقتها العتيدة بعض الأخطاء الفردية ، فما بالك إن كان الخبر مصدرة أحدي وسائل التواصل التي يتحكم و يعبث بها شخصيات افتراضية وهمية في أغلب الأحوال !

-“عزيزي المستغرق في السوشيال ميديا” :
إحذر فإنه فخ عميق لا يجب عليك أن تقع به ، فهذه الفخاخ ليست وليدة الصدفة ولا سليمة القصد ، لكنها في أحوال كثيرة قد تكون خطة منظمة ضمن مجموعة من الخطط لإستراتيجية كبيرة ذات أهداف محددة في حرب شرسة لا تقل شراستها عن الحروب بالأسلحة الثقيلة في ميادين الحروب !
فالآن و في ظل هذا التطور التكنولوجي العظيم قد نشأت أنواع جديدة من الحروب و أشكال مختلفة للغزو الثقافي و الإحتلال الفكري لنشر أفكار معينة و الترويج لها في إطار سياسي معين بأسهل و أقصر وسائل السيطرة و الإنتشار السريع عن طريق وسائل التواصل !

-“هل تعلم أيها المصري الطيب “:
أن هناك عدو بألف وجه يتربص بك هو و قبيله و يراك من حيث لا تراه ليشحنك و يوجهك و يحمسك و يحبطك و يسود الدنيا بعينيك أحياناً من وراء الكيبورد العجيب و الشاشة الذكية ؟

فلِم تترك له هذه الفرصة العظيمة ليغتنمها و يلتقمك لقمة سائغة ليضرب بك الوطن و يزعزع استقراره و يعرقل خطواته التي بالكاد يخطوها للأمام ، فتتحول أنت بإرادتك إلي سلاح قاتل لوطنك يصوبه بصدره وقتما يشاء ووفقاً للخطة الموضوعة !

نهاية :
أعلم جيداً أننا جميعاً لا غني لنا عن مواكبة العصر بكل تطوراته و إجادة التعامل بها بل و إتقانها ، و لكن شريطة أن يكون زمام الأمور دائماً و أبداً بأيدينا و في عقولنا
فلا نترك أنفسنا فرائس سهلة تتلاعب بها أيادي الخبثاء لتحركنا و توجهنا كيفما تشاء ، فعلينا جميعاً الحذر ثم الحذر و التعقل و التدبر و التحقق فنأخذ منها ما ينفعنا و ننترك ما يضرنا ،
و لا ننساق وراء المشاركات السريعة التي تجعل منا وقوداً للنار التي يود أعدائنا إشعالها بنا و بأوطاننا .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة