أخبار دوليةأخبار مصرعاجل

لواء دكتور سمير فرج يكتب وعادت سيطرة أمريكا على حلف الناتو

حلف الناتو حلف شمال الأطلنطي

 

وعادت سيطرة أمريكا على حلف الناتو
لواء دكتور سمير فرج موقع جريدة عيون الشعب

وعادت سيطرة أمريكا على حلف الناتو

لواء دكتور/ سمير فرج

 

حلف الناتو هو حلف شمال الأطلنطي North Atlantic Treaty Organization (NATO) ، وهو تحالف عسكري مكوَّن من 32 دولة، تأسَّس عام 1949بناءً على معاهدة شمال الأطلسي. وهو نظام للدفاع الجماعي تتفق فيه الدول الأعضاء على الدفاع المتبادل ردًّا على أي هجوم من قِبل أطراف خارجية معادية، طبقًا للمادة الخامسة من ميثاق الحلف، وهي تُعتبر أقوى مواد هذا الحلف. ويقع المقر الرئيسي لحلف الناتو في (هارين) بروكسيل عاصمة بلجيكا.

ويتكوَّن الحلف حاليًا من 32 دولة: ألبانيا، بلجيكا، بلغاريا، كندا، كرواتيا، التشيك، الدنمارك، إستونيا، فرنسا، فنلندا، السويد، ألمانيا، اليونان، المجر، أيسلندا، إيطاليا، لاتفيا، ليتوانيا، لوكسمبورج، الجبل الأسود، هولندا، مقدونيا الشمالية، النرويج، بولندا، البرتغال، رومانيا، سلوفاكيا، سلوفينيا، إسبانيا، تركيا، والمملكة المتحدة (بريطانيا).

وخلال السنوات الماضية، تعرَّض حلف الناتو لانتقادات عنيفة، خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث ظهر من يعلن أن دور الحلف انتهى، لأنه لم يعد هناك عدو بعد زوال الاتحاد السوفيتي. وجاءت مشكلة أخرى أن العديد من أعضاء الحلف امتنعوا عن دفع مخصصاتهم السنوية التي تُقدَّر بحوالي 2% من إجمالي الدخل العام لكل دولة.

وتعرَّض الحلف لضربة أخرى بظهور بوادر من بعض الدول، وخاصة فرنسا، بالتساؤل عن جدوى استمرار الحلف واقترحت إنشاء الجيش الأوروبي الموحد بدلًا من حلف الناتو، خاصة بعد تدهور العلاقات بين فرنسا والولايات المتحدة عام 1960 بسبب رفض دمج الردع النووي الفرنسي. وساعتها خفَّض الرئيس الفرنسي شارل ديجول من عضوية فرنسا في حلف الناتو، حيث قام بسحب فرنسا من القيادة العسكرية التي تقودها أمريكا، لكن بعد ذلك عادت فرنسا إلى الحلف مرة أخرى.

ونظرًا لضعف موقف حلف الناتو في السنوات الماضية، خاصة خلال الحرب الروسية الأوكرانية، أعلن الرئيس ترامب خلال حملته الانتخابية أنه فور وصوله للسلطة لن يسمح لأي دولة من أعضاء حلف الناتو بعدم دفع نصيبها في الحلف (2% من قيمة دخل الدولة). وبعد وصول الرئيس ترامب للسلطة، أعلن أنه على الأعضاء زيادة نسبة اشتراكهم في الحلف لتصل من 2% إلى 5%. لدرجة انه اعلن إذا لم تدفع أي دولة نصيبها من الحلف فانه لو حدث أي نزاع لن يقف مع هذه الدولة ضد الدولة المعتدية.

وظل الأعضاء يتداولون هذا الفكر ما بين مؤيد ومعارض حتى جاء الاجتماع الأخير في لاهاي بهولندا يوم الأربعاء 25 يونيو، حيث صدر القرار بالاجماع بتعهد دول حلف شمال الأطلنطي بزيادة حق الإنفاق ليصل إلى 5% من إجمالي الناتج المحلي للدولة. وجاء ذلك في بيان ختام القمة، حيث تحدَّد أن تكون النسبة 3.5% من إجمالي الناتج للحلف، ونسبة 1.5% للأمن بصفة عامة، لتشمل حماية المنشآت في كل دولة، وإنشاء الشبكات المختلفة سواء للاتصالات أو الدفاع الجوي والصاروخي أو تطوير الأسلحة والمعدات داخل الأنظمة الدفاعية لكل دولة.

كما أكَّد البيان على ما ورد في المادة الخامسة من معاهدة واشنطن بأن أي اعتداء على أي أحد من أعضاء حلف الناتو يُعد اعتداءً على الجميع. وعندما تم سؤال الرئيس ترامب عن توضيح موقفه من إعادة التأكيد على المادة الخامسة، أجاب: «أنا متمسك بها، ولهذا السبب أنا هنا اليوم في لاهاي».

وتفيد أهم التقارير أنه بعد انتهاء المؤتمر، ما زال حلف الناتو مصممًا على عدم منح أوكرانيا عضوية الحلف. وفي المقابل، أعلن الحلف أنه سيقدم مساعدات أمنية طويلة الأجل لأوكرانيا. وجاء هذا القرار بعد التأكيد على عدم منح أوكرانيا العضوية، والسبب هو ألا تستغل أوكرانيا البند الخامس وتطلب من كل دول الحلف الاشتراك في الحرب ضد روسيا.

وبخصوص موافقة الحلف على رفع قيمة اشتراك الدول الأعضاء إلى 5% من إجمالي الناتج القومي لكل دولة، وصف الرئيس ترامب هذا القرار بأنه انتصار مهم للولايات المتحدة التي تبنَّت هذا الموضوع. وأضاف أن ذلك القرار سوف يزيد ميزانية حلف الناتو بزيادة تُقدَّر بتريليون دولار في السنة.

وبهذه النتائج والقرارات، تأكد للجميع أنه تم إعادة سيطرة الولايات المتحدة مرة أخرى على حلف الناتو، لدرجة أن الأمين العام للحلف مارك روتا قام بمجاملة الرئيس ترامب عندما أطلق عليه «بابا» في المؤتمر المشترك في نهاية اجتماعات الحلف. ورغم محاولة الأمين العام توضيح أنه لم يقصد ذلك وأن ترامب هو الأب الروحي الآن لحلف الناتو، إلا أن ذلك اللفظ لاقى اعتراض العديد من أعضاء الحلف.

وعلى أي حال، انتهى الاجتماع السنوي لحلف الناتو بتحقيق الرئيس ترامب جميع مطالبه برفع الإنفاق لدول حلف الناتو لأعلى مستوى منذ الحرب الباردة، مما زاد من قوة هذا الحلف حاليًا، خاصة بعد الإعلان أن ذلك لمواجهة كل من روسيا والصين. لكن ظهر موقف من أسبانيا خلال هذا الاجتماع التي قررت أنها لا تستطيع الالتزام برفع مستوى الإنفاق إلى 5% من قيمة الدخل، لكن الرئيس ترامب قال لهم: «إنني أعلم تمامًا أن أسبانيا لديها دخل كبير، ويجب أن تلتزم بهذه الزيادة».

وقد تقرر في هذا الاجتماع دعم أوكرانيا بما قيمته أربعون مليار يورو خلال العام القادم، وسوف تُقسَّم هذه النسبة من مشاركات الدول. وعلى أي حال، فإن هذا المؤتمر انتهى بعودة سيطرة الولايات المتحدة على حلف الناتو مرة أخرى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة