أخبار الفن

الإعلامية دينا شرف الدين تكتب: مصر علي مر العصور “مصر القبطية 1 “

تاريخ مصر القبطيه هو مرحله مهمة من مراحل تاريخ مصر  بدأت فى القرن الأول الميلادى ، و لكن جذور الثقافه القبطيه تمتد  لعصور مصر القديمة, فكلمة “قبطي ” مشتقة من الكلمة اليونانية “أجيبتوس”، والتي اشتُقَّت بدورها من كلمة “هيكابتاه” ، وهي أحد أسماء ممفيس أول عاصمة لمصر القديمة أي أن كلمة ” قبطى ” فى الاصل معناها ” مصرى ” ذلك قبل أن يشار بها  إلي المسيحيين المصريين ، فقدارتبط تاريخ مصر القبطى بالتاريخ الدينى للمسيحيه فى مصر ،رغم ان تاريخ الأقباط هو تاريخ حضارى فى المقام الاول و ليس تاريخ دينى و ان كان الدين بطبيعة الحال عنصر مهم من عناصر الثقافه و تحديداً فى ثقافة المصريين الذين وصفهم هيرودوت بتدينهم  لأقصى الحدود.

و من سوء حظ المرحله التاريخيه القبطيه تواجدها بفترة احتلال اجنبى لمصر ،لكن علي الرغم من ذلك استطاعت الثقافه القبطيه ان تستمر و تتعايش مع هذا الإحتلال بدرجه كبيره من الاستقلاليه رغم الضغوط القاسية التي فرضها الإحتلال , وكانت من أبرز مظاهر هذا العصر انتشار نزعة الزهد بين المسيحيين ،والتى نتج عنها قيام الرهبنة وإنشاء الأديرة العديدة فى جميع أنحاء مصر .

ومازالت “اللغه القبطية ” تستخدم حتي الآن  فى طقوس الكنيسه القبطية المصرية ، و هى أخر مرحلة من مراحل تطور اللغة المصرية القديمة التي كان المصريين يكتبون و يقرأون بها  من 5000 سنه ، حيث استمر المصريين في إستخدام  لغتهم القبطيه لعدة قرون بعد دخول العرب مصر ، و لا تزال حتي يومنا هذا  كلمات كتيره من اللغه القبطيه مستخدمة , و مازال الفلاح المصرى مسيحى أو مسلم يستخدم التقويم القبطى فى تنظيم زراعة أرضه، كما يظهر بوضوح تأثير التراث المصرى القديم فى الفن و الأدب القبطى.

و تاريخ اقباط مصر بمفهومه الاثنولوجى (العنصرى) و مفهومه الثيولوجى (الدينى) هو تاريخ مصر الذي مر على كل المصريين منذ بداية تاريخها  و حتي الآن وفى الفتره الرومانيه دخلت المسيحيه مصر فى منتصف القرن الأول الميلادى على يد مار مرقس .

التف المصريين فى عصور الدوله البطلميه و الرومانيه قبل دخول المسيحيه مصر حول معابدهم و كهنتهم و كانت المعابد المصريه فى الصعيد و الدلتا بعيداً عن الاسكندريه هى ملجأهم للمحافظه على هويتهم القوميه ,كان لدخول المسيحيه مصر اثر سلبى على الثقافه و اللغه المصريه رغم ان الكنائس احتفظت بشكل من اشكال اللغه المصريه القديمه.

و لكن اللغه القبطيه استخدمت الحروف اليونانيه ما تسبب فى فقدان المصريين القدره على القراءة  بالديموطيقى فضاع تاريخ مصر القديم و تحول لطلسم من الطلاسم ، حتي تمت إعادة  اكتشافها فى منتصف القرن ال ١٩  على يد  شامبوليون بعدما تمكن من فك شفرة الحروف المصريه القديمه.

من جهه أخري  خلقت المسيحيه حالة من العداء للثقافه المصريه القديمه التي اعتبرتها وثنيه و بهذا الشكل. دُمرت معابد فرعونيه و بطلميه كان منها معبد سيرابيس و تحولت معابد أخري لكنائس و صوامع, رغم استمرارية القوميه المصريه و تاريخ مصر ، خلق دخول المسيحيه مصر نوع من الإنفصام ما بين مصر المسيحيه و مصر القديمه و أصبح  تاريخ مصر يبدأ عند الأقباط منذ توقيت مار مرقس.

“انتشار المسيحيه فى مصر” فى بدايات العصر المسيحى ، لم يكن كل الأقباط بالمعنى الاثنولوجى مسيحيين و لم يكن كل المسيحيين اقباط , انقسم المصريين أو الأقباط لطائفتين: طائفة المسيحيين و طائفة اتباع الدين المصرى التقليدى الذين ظلوا على دينهم ،و مع مرور الوقت زادت اعداد المسيحيين الاقباط و قلت اعداد الأقباط من اتباع الدين المصرى التقليدى ، و الذي كان أحياناً بسبب الاقتناع بالدين الجديد ، و لكن بأحيان أخري كان بسبب ضغوط من الأقباط الذين اعتنقوا المسيحبه.

ظلت المسيحيه تنتشر فى مصر و تنتشر و وتوغلت حتي اقصى الصعيد الذي كان دائماً بؤرة القوميه المصرية – و مع حلول القرن التانى الميلادى أصبحت هناك  خلطه دينيه فى مصر : الديانة المصرية ، الديانة اليونانية ، الديانة الرومانية الرسمية ، الديانة الموسوية ، و الديانة المسيحية الجديدة.

و مع أواخر القرن التانى الميلادى أصبحت مراكز عبادات الديانه المصريه القديمه جزر متناثرة وسط بحر مسيحى، و فى تلك الفتره ظهر انجيل للمصريين و وتأسست كنيسة فى الاسكندريه برئاسة أسقف مصرى اسمه ديمتريوس (189 – 231) .

– منذ بداية القرن الثالث انتشرت المسيحيه فى مصر بشكل واسع خاصة فى الصعيد الأعلى و الصعيد الأوسط ( الفيوم و البهنسا ) ،و كل ما زاد اضطهاد الرومان كل ما زاد التفاف المصريين حول دينهم الجديد و استمرت مقاومة الاقباط بعد اضطهادات ساويرس فى بداية القرن التالت التي نُكل  فيها بالأقباط تنكيل رهيب ، و اضطهادات كاركلا فى 211 الذي أصدر قوانين بصلب الاقباط المعارضين و رميهم للوحوش المفترسة و ذبح  اعداد كبيره من أقباط اسكندري , ونستكمل لاحقاً سلسلة موضوعاتنا .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة