الإعلامية دينا شرف الدين تكتب (مصر علي مر العصور )

(مصر علي مر العصور )

“العصر القبطي في مصر” ٢

كتبت/ الإعلامية دينا شرف الدين 

و استكمالاً لسلسلة الإضطهادات الرومانية للمسيحيين بمصر ما يلي:

-اضطهادات مكسيمينوس سنة 235 التي عذب فيها أعداد من الأقباط حتي.  الموت و اضطر فى عهده البطريرك ياروكلاس ان يهرب من اسكندريه

-و اضطهادات دكيوس التي بدأت بمرسوم سنة 250 و عذب و استشهد فيها الالاف و انتشر الحزن و الفزع فى نواحى مصر ،

-و اضطهادات ديوقليسيانوس سنة 303 و فاليريوس و و دازا و غيرهم ، حيث استشهدت اعداد كبيره من الاقباط ، و تم سجن و تعذيب آخرين فى معتقلات المحاجر فى سيناء و البحر الاحمر ، و استمر الوضع على هذا الحال ، الرومان يضطهدون  الأقباط و الأقباط يزدادون تمسكاً بالمسيحيه.

– فى التاريخ القبطى عُرفت فترة اضطهاد الامبراطور ديوقليسيانوس للأقباط بـ ” عصر الشهداء ” و أصبح تاريخ جلوسه  على عرش روما فى 29 اغسطس 284م بداية للتقويم ،استمر عصر الشهداء عشر سنوات متواصله من الترويع و التنكيل و القتل راحت ضحيته اعداد ضخمه من الأقباط يقال أنها وصلت ل840.000 ، و لكن بغض النظر عن ان الأرقام التي قد يكون من المحتمل انها مبالغ فيها ، فهى على أى حال توضح  حجم الاضطهاد و المعاناه التي عاش فيها الأقباط. فلم تكن الفكرة  مجرد تمسك بدين جديد لكنها كانت تمسك بالقوميه المصريه فى مواجهة المحتلين

– و ظل الوضع علي ما هو عليه حتي  سنة 313  عندما  اصدر الامبراطور

– “قسطنطين “الاول مرسوم ميلانو الذي سمح بحرية العبادات فى كافة أنحاء الامبراطوريه الرومانيه.

– فى بداية القرن الرابع كان هناك  حوالى اربعين مدينه مصريه بها اساقفه ، و كان بالإسكندرية وحدها 100 اسقف، إذ بلغ عدد المسيحيين فى مصر وقتها لحوالى مليون مسيحي.

 “الكنيسة القبطية الأرثوذكسية “

و التي تأسست على تعاليم القديس مرقس الذي رافق مار بطرس وبولس وكان يساعدهما في الخدمة و‌ التبشير ، فكان بطرس يسميه ابنه كما ورد في رسالة بطرس الأولى:

(يسلم عليكم مرقس ابني ‘ في بطرس الرسالة الأولى، الأصحاح 5 الآية 13)،

و قد بشر مرقس بالمسيحية في مصر ، خلال فترة حكم الامبراطور الروماني نيرون في القرن الأول، أي بعد حوالي عشرين عاما من انتهاء بشارة المسيح وصعوده إلى السماوات، و كان أول من آمن بالمسيح في مصر إسكافيًا ذهب إليه القديس مرقس بمجرد وصوله إلى مصر لإصلاح حذائه الذي اهترأ من السفر، فصرخ الإسكافي إلى الله عندما دخلت الإبرة التي يعمل بها في يده، وهنا بدأ القديس مرقس يشرح له من هو الله وكيف أتى المسيح لخلاص البشر فآمن الإسكافي وأهل بيته.

الكنيسة القبطية ، التي يزيد عمرها الآن عن تسعة عشر قرناً من الزمان و التي بالرغم من الاتحاد والاندماج الكامل للأقباط، استمرت ككيان ديني قوي، و شخصية مسيحية واضحة في العالم رغم انفصالها عن معظم الكنائس ،مما أدي إلى انعزالها ،تعتبر الكنيسة القبطية نفسها مُدافِعاً قوياً عن الإيمان المسيحي. وإن قانون مجمع نيقية –الذي تقرِّهُ كنائس العالم أجمع، قد كتبه أحد أبناء الكنيسة القبطية العظماء: وهو البابا أثناسيوس.

     ” الفن القبطي في مصر”

يعد الفن القبطى رافدا مهما من روافد التنوع الثقافي والحضارى فى مصر ، كما يعتبر وريثاً شرعياً للحضارة الفرعونية التى تأثر بها بشدة ، ولا يقتصر هذا التأثير على الفن فقط بل على العادات والتقاليد أيضا’ ،فشم النسيم احتفال مصرى فرعونى يحل بحلول فصل الربيع و الذي اختلط لاحقا مع عيد الفصح القبطى ، إذ اعتاد المصريون جميعا الاحتفال بشم النسيم بمظاهر متنوعة تعتمد على عادات مصرية قديمة . كما أن الفن القبطي أيضا فن صادر عن الشعب يهتم بالجانب الروحى عبر الأيقونات المصرية والرسومات الجدارية القبطية،فقد اهتم الأقباط بزخرفة الجدران والمحاريب الموجودة في الكنائس برسوم مستوحاة من قصص الأنبياء والأحداث الدينية، من بينها رسوم للسيدة العذراء والسيد المسيح،  والملائكة، والرسل، والقديسين. ويشاع أن (لوقا) هو أول من رسم أيقونة فنية يرجع إليها بداية ظهور الفن القبطي ، جسد فيها المسيح طفلا في حضن أمه العذراء،يستعرض تاريخ المتحف القبطى الدور المهم لمرقص باشا سميكة (1863-1944) مؤسس المتحف القبطى بحى مصر القديمة عام 1910، حيث عكف سميكة طوال حياته على إنقاذ الآثار والفنون القبطية من الاندثار، وبفضل جهوده المخلصة فى هذا الاتجاه تضاعفت مقتنيات المتحف القبطى لتصل إلى نحو 16,000 قطعة نادرة لا تقدر بثمن. كما امتد تأثير الفن القبطى إلى الفن المصرى المعاصر حيث نجد بعض الفنانين المصريين وغير المصريين قد تأثروا بالفن القبطي فى كثير من أعمالهم مثل الفنان جورج بهجوري و محمود سعيد و ايزاك فانوس و حلمي التوني،-نشأ فى العصر القبطى فى مصر فن الموسيقى الكنسى ليساير النزعة الفنية الموسيقية للأنغام المصرية القديمة وما زالت الألحان التى تعزف فى الكنيسة القبطية حالياً تحمل أسماء فرعونية مثل “اللحن السنجارى” وكذلك ” اللحن الاتربينى”.

‎خلاصة

العصر القبطي في مصر لم يكن مجرد مرحلة دينية، بل حقبة شكلت جزءًا أصيلًا من الهوية المصرية، حيث تداخلت المقاومة مع العقيدة، والدين مع القومية، والفن مع الحياة اليومية. وهو ما يجعل هذا العصر شاهدًا حيًا على قدرة مصر عبر العصور على تحويل الألم إلى قوة، والصمود إلى حضارة باقية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة