خاطرة الجمعة من صندوق الذكريات للدكتور هشام عبدالله

 

 

خاطرة الجمعة من صندوق الذكريات للدكتور هشام عبدالله
كثيرا ما اجلس مع ابنتى مريم هشام وأطلب منها أن تحدثنى عن ذكرياتها مع جدها محمود أبى
والذى تظنه هى إننى أحب أن أسمع حديثا عن أبى
ورغم صحة ذلك فاننى أعلم عنه وذكرياتى معه أضعاف أضعاف ذكرياته معها
لكن الذى يجعلنى أطلب منها ذلك هو حب الإنصات إلى حديثها فاطرح هذا الطلب ليطول الكلام
كان أبى رحمة الله عليه يحب أن يستمع إلى حديثى وكنت أتحدث معه فى كل شيئ حتى مايحدث مع المرضى بالعيادة
وكنت عندما أذكر له موقفا فيه عطف أو شفقة أو صدقة على مريض أو تنازل عن الاتعاب وأسأله هل حديثى معك عن ذلك رياء
كان يضحك ويقول رياء إيه بس ابن بيسعد أبوه بعمل خير بيعمله إيه الرياء فى كده !!
كان أبى يعطينى ظهره وهو مستلق على جنبه ويطلب منى أن احتضنه من الخلف واحيانا أن اجعل ركبتى فى ظهره لأن ذلك كان يسكن مايشعر به من ألم
وكنت اتعجب وأقول له إيه السعادة فى كده فيقول بكره تعرف لما تخلف
وتمر الأيام ومااشبه الليلة بالبارحة
أحب أن أتحدث إلى ابنائى وافعل مثلما كان يفعل أبى واطلب منهم الحديث عن ذكرياتهم مع جدهم
احيانا يتكلمون واحيانا يتعللون بندرة المواقف وتكرار الحديث
لكننى فى كل مرة لااشعر بالملل لأن الذى يتحدث ابنى أو بنتى والذى نسترجع ذكرياته أبى ذلك الرجل الذى كان مدرسة فى كل شيىء وحكيما وشفوقا وحنونا وعطوفا
لا انسى أبدا بره بأمه وهو يطعمها بيده وانا طفل صغير أنظر إلى هذا العملاق وهو يعلمنى درسا فى البر لن انساه وكأن لسان حاله يقول علمه اولادك ولاتبخل عليهم بالنصح فاليوم الذى يولى لن يعود مثله إلى يوم القيامة💞

اظهر المزيد
%d مدونون معجبون بهذه: