إهداء إلى أمى فى عيد الأم ” في رثاء أمي ” بقلم الكاتبة الإعلامية دينا شرف الدين
" في رثاء أمي

إهداء إلى أمى فى عيد الأم
” في رثاء أمي ”
بقلم الكاتبة الإعلامية دينا شرف الدين
أكتب كل كلمة من كلمات مقالى اليوم بدموع قلبى الذى يعتصره الحزن على فراق أول وآخر من أحبنى كما قال النبى صلى الله عليه وسلم، فقد فارقت أمى الدنيا بما تفيض به من ضجيج وصراع ولهث وأفراح وآلام لا ينفض يده منها ابن آدم إلا بأمر من الله ليحمله من عالم الدنيا بكل ما تحمله الكلمة من معان الدنو إلى عالم الأسرار الخفية التى لا يعلمها إلا الله.
تلك الشجرة الطيبة التى أنبتت نباتًا بفضل الله طيبًا لا تموت ذكراها ولا ينقطع عملها من الدنيا لطالما كانت هناك فروع صالحة تستمر فى نبتها وتكبر لتشيخ ويخرج منها نبتْ جديد، تلك حكمة الحياة الدنيا .
علمتنى أمى: أن أصدق القول وأحسن الفعل وأتقى الله فمن يتقى الله يجعل له مخرجًا
علمتنى أمى: التواضع والبساطة وجبر خاطر الضعيف والمسكين لأنه من تواضع لله رفعه .
علمتنى أمى: أن الكلمة الطيبة صدقة وأن فعل الخير لا يتطلب الكثير من التفكير والتدبير فلابد أن يكون أسلوب حياة لا ينفصل عن كل تفاصيلها .
علمتنى أمى: أن أفرح بما آتانى الله وأسجد له شكرًا وألا أحزن على ما فاتنى وأحمد الله على ما رزقنى ولا أتطلع لما رزق به غيرى.
علمتنى أمى: أن العطاء لا حدود له وأن إنكار الذات هو أعلى الدرجات .
علمتنى أمى: أن حب الناس هو خير دليل على حب الله فمن أحبه الله أحبب فيه جميع خلقه .
علمتنى أمى: أن السيرة الطيبة هى أكبر كنوز الدنيا وأن الإنسان يفنى تاركًا وراءه كل ما جمع من مال وعدده وأن ذكره الطيب هو الأبقى.
ذهبت من كان يكرمنى الله من أجلها، لكن كلماتها وصوتها سيظل يرن بأذناى ويستقر بقلبى ما دامت حياتى فى الدنيا .
رحيل الأم غصة قلب لا تموت حتى نموت، اشتقت لروح لن تعود.
فأكثروا من الإحسان لأمهاتكم وتقربوا إلى الله ببرهن وقبلوا أقدامهن فالجنة تحتها.
رحمكِ الله يا أمى وجعل كل ما علمتنيه من خير فى ميزان حسناتك ورفعكِ به فى أعلى الدرجات مع النبيين والصديقين والشهداء .
فلكم كنت أنتظر طيلة سنوات عمري أجمل الأعياد و أحبها إلي قلبي و هو عيد الأم ، إذ كنت أفكر و أسرح كثيراً في كل ما يمكن أن يسعد أمي و يكون لها هدية مميزة ،
و عندما أستقر بعد طول تفكير علي هديتها ، أقضي أسعد لحظات حياتي و أنا أحتفظ بهديتي حتي يأتي اليوم المنتظر و أتوجه مسرعه لأرتمي بأحضانها و أقبل يديها و جبينها و أعطيها بكل الحب هديتي المتواضعة لأري سعادة بعينيها لا مثيل لها و دعاء لن أسمعه يوماً بعد الآن .
و لكن:
قد إختار لي المولي عز و جل منذ عدة أعوام ألا أفرح بشراء هديتها و ألا أرتمي بأحضانها و أقبل جبينها ،،
فقد رحلت أمي إلي بارئها و تركت بقلبي غُصة لا تزول و ذكريات لا تفارق خيالي و حياة باهتة بلا ألوان و شوق و احتياج غير مُحتمل .
أدعو الله من كل قلبي و بكل جوارحي أن يديم علي كل إنسان نعمة وجود الأم ، فوجودها بركة لا تنتهي و دعاء لا ينقطع و عطاء غير محدود و أمان ليس كمثله أمان في الدنيا .
نصيحتي لكم أعزائي في عيد الأم :
أكثروا من برهن ، تسارعوا في إسعادهن ، قبلوا أيديهن و أقدامهن ، لا تتركوا مشاغل الدنيا تلهيكم عن الإستمتاع بأحضانهن ، فوزوا كل الفوز برضاهن فهذا هو الفوز العظيم .
و كل عام و كل الأمهات بخير و سعادة و سلامة ،
رحم الله كل أم غابت عن الدنيا و جعل عيدها في جنات النعيم
و رحمكي الله يا أمي و جعل عيدك أجمل الأعياد
و تقبل الله مني هديتي لكي هذا العام
و هي الدعاء الخالص من القلب ،
(( اللهم اجعلكِ في عليين و ألحقكِ بالصالحين في جنات النعيم و ارفعكِ في أعلي الدرجات مع النبيين و الصديقين و الشهداء و حسن أولئك رفيقا و أمهات المؤمنين أجمعين )) .