أخبار دوليةأخبار مصر

الإعلامية دينا شرف الدين تكتب الأكاديمية المصرية للفنون بروما

Academia d'Egitto aRoma

 

الإعلامية دينا شرف الدين موقع جريدة عيون الشعب

“الأكاديمية المصرية للفنون بروما”

‏ { Accademia d’Egitto a Roma }

كتبت / الكاتبة الإعلامية دينا شرف الدين

سمعت مؤخراً عن الأكاديمية المصرية للفنون بروما و قرأت عنها عدة مقالات و شهادات لأشخاص من ذوي الثقة و المصداقية و عرفت أن هناك نشاط كبير و فعاليات كثيرة تقوم بها الأكاديمية بالأشهر القليلة الماضية التي لم تتجاوز العام ، و التي كان يتصدرها إسم المديرة الحالية للأكاديمية الدكتورة الفنانة رانيا يحيي عميد المعهد العالي للنقد بأكاديمية الفنون و عازفة الفلوت المتألقة ، ما استوقفني لوهلة لأتأمل الموقف و أحلل أسباب عدم سماعي سابقا عن أكاديمية الفنون المصرية بروما بهذه الكثافة.

لأجد نفسي علي قناعة تامة أن السبب الرئيسي لهذه الحالة من النشاط و تردد اسم الأكاديمية هنا و هناك هو مديرته الجديدة النشيطة التي أحيت هذا الصرح الثقافي العريق بعد موات دام لسنوات طويلة، و كأنه مؤسسة حكومية مهملة عفا عليها الزمن.

” أما عن الأكاديمية الملكية المصرية للفنون بروما لمن لا يعرف” :

فهي مؤسسة ثقافية مصرية أنشئت في روما بهدف تعزيز التبادل الفني والثقافي بين مصر وإيطاليا،

تقع الأكاديمية ضمن مجموعة من الأكاديميات العالمية في روما، وتعمل على خلق مزيج بين الإبداع المصري والإيطالي.

في منتصف القرن الثامن عشر، لمعت فكرة إقامة الأكاديمية المصرية الملكية للفنون في ذهن المصور الشاب راغب عياد، الذي كان مبعوثاً في روما على نفقة الأمير يوسف كمال ، عندما لاحظ اهتمام العديد من الدول الأوروبية بإقامة أكاديميات لأبنائها من شباب الفنانين في رومــا، حيث يجدون مكاناً لإبداعهم ورعاية مواهبهم تحت إشراف فنانين متخصصين.

كتب «راغب عـياد» في يوليو 1924 خطاباً إلى أحمد ذو الفقار وزير مصر المفوض في روما آنذاك، شرح فيه تاريخ وحضارة مصر العظيمة، وأشاد بآثارها الخالدة المنتشرة في أنحاء العالم، وحكى له: «يوجد لمعظم الأمم الراقية في روما نوعاً خاصاً من الأكاديميات يضم طلاب الفنون لإتمام دراستهم، وهو عبارة عن بناء فخم يحتوى على مراسم لكل نوع من أنواع الفنون حجرة خاصة، ثم أماكن لسكن المشتغلين بالفن، وتقوم الحكومات بكافة النفقات اللازمة لإرسالياتها، علاوة على ذلك فإنها تمنحهم مبالغ معينة، للوازمهم الخاصة، وفي نهاية كل سنة يقام معرض توضع فيه أعمال الفنانين التابعين لكل أكاديمية، ويفتتح هذا المعرض ملك إيطاليا مع وزرائه فيمتعون الأنظار بها ويشجعون الطلبة. وأطلب أن تتوسطوا لدى حكومتنا لكى تجعل لها معهداً على الطراز الموجود لسائر الحكومات في رومــا يضم بين جدرانه الفنانين الذين على أهبة الاستعداد للالتحاق به، ويكونون قد أتموا دراستهم الأولية في مدارس مصر، وبهذه الوساطة يجدون مجالاً للتوسع في تعليم الفنــون ومعرفة وقائعها»

لقى هذا التقرير قبول وزير المعارف، وموافقة مجلس الوزراء على إنشاء أكاديمية بروما أسوة بباقى الدول التي لها معاهد فنية مثل: فرنسا وإنجلترا وأمريكا وألمانيا وبلجيكا وأسبانيا ورومانيا والدنمارك وغيرها، لتكون مركزاً للنابغين من طلاب الفنون الجميلة الذين يوفدون إليها.

 

تاريخ الأكاديمية:

١٩٢٩
تأسست الأكاديمية الملكية المصرية للفنون الجميلة في روما، وتم اختيار مقرها الأول في جناح الساعة بحديقة فيلا بورجيزي.

١٩٣٠:
انتقل مقر الأكاديمية إلى قصر كوللي أوبيو.

١٩٦١:
تم وضع حجر الأساس لمبنى الأكاديمية الجديد في شارع أوميرو بوادي جوليا. 

١٩٦٦:
انطلقت فعاليات أول موسم ثقافي من مقر الأكاديمية الجديد. 

٢٠٠٨:
تم تطوير مبنى الأكاديمية ليصبح نافذة ثقافية مصرية مهمة في قلب أوروبا.

و من أهم أهداف الأكاديمية:

نشر الثقافة والفن المصري: عن طريق التعريف بالحضارة المصرية والفنون المصرية المتنوعة في روما.

تعزيز التبادل الثقافي:
حيث تعمل الأكاديمية على خلق حوار فني بين مصر وإيطاليا من خلال فعاليات فنية ومعارض وبرامج تبادل.

تأكيد دور مصر الثقافي:
كما تسعى الأكاديمية إلى أن تكون منارة ثقافية مصرية في الغرب، وتعكس ريادة مصر وحضارتها.

و لكن :

ليس من سمع كمن رأي، فقد أسعدني الحظ مؤخرا بزيارة لمقر الأكاديمية بمنطقة فيلا بورجيزي ، أثناء زيارتي لروما بدعوة كريمة من مدير الأكاديمية الدكتورة رانيا يحيي لي و لزوجي الفنان أحمد عبد العزيز لحضور احتفالية رسمية، و التي كنت أنتويها من مدة إلي أن شاءت الظروف ، لأري بعيني هذا الصرح الجميل الذي شرح صدري و أشعرني بالفخر الشديد، إذ أنها الأكاديمية المصرية الوحيدة بأوروبا و بالخارج بشكل عام ،

و التي كان من المخجل أن تظل بحالة من الركود و الإستكانة مدة طويلة نظراً لإهمالها و عدم استثمار وجودها بهذا المكان استثماراً جيداً لتظل منارة للفنون و الثقافة المصرية بقلب القارة الأوروبية.

نهاية:

شكراً لمدير الأكاديمية الدكتورة رانيا يحيي التي وصلت الليل بالنهار و لم تهدر دقيقة واحدة من الوقت منذ توليها أمر الأكاديمية ، لتعيد لها الحياة و تقيم بها الفعاليات الثقافية و الأنشطة الفنية التي لفتت أنظار الأوروبيين و جذبت الإنتباه لهذا الكيان العظيم الذي يرفرف بأعلاه علم مصر ، حتي أنني عندما سألتها عن بعض المعالم التاريخية بروما ضحكت و أسرت لي أنها لم تزر واحدة منها لأن وقتها كله منذ أن وطئت قدماها أرض روما لم يكن سوي لإعادة إحياء أكاديمية الفنون المصرية بروما.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة