السيسي ودبلوماسية الردع الخط الأحمر ل’منع التهجير’ وإنقاذ غزة بقرار سيادة
كتب رائد عبد الفتاح مهنا

السيسي ودبلوماسية الردع: الخط الأحمر لـ’منع التهجير’ وإنقاذ غزة بقرار سيادي
كتب/ رائد عبد الفتاح مهنا
شكرا مصر قيادة وحكومة وشعبا على وقف حرب الإبادة
مثلت الدعوة العلنية التي وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحضور توقيع اتفاق إنهاء الحرب في غزة ، نتاج ذروة مسار دبلوماسي طويل، وكشفت عن تفاؤل مصري غير مسبوق بإمكانية تحقيق اختراق في الأزمة. وقد أكدت هذه الخطوة، التي تُعد سابقة في العلاقات المصرية الأمريكية، على عمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في التعامل مع هذه الأزمة، كما عكست الثقة المصرية الكاملة في قدرتها على إدارة الملفات الإقليمية بنجاح.منذ اندلاع الحرب على غزةو أظهرت مصر بقيادة الرئيس السيسي توازناً دبلوماسياً يجمع بين الحسم الإنساني والقيادة السياسية الحكيمة. فقد عملت القاهرة بشكل مكثف على الحد من المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني، بينما كانت تدفع في نفس الوقت باتجاه مسار التفاوض، حيث استضافت مدينة شرم الشيخ مفاوضات مكثفة بمشاركة وفود رفيعة المستوى من عدة أطراف.تمارس مصر دور الوسيط القوي لا التابع، حيث تمكنت من فرض رؤيتها الإنسانية والسياسية داخل مسار التسوية. ويُعد إدراج بند “منع التهجير” ضمن بنود اتفاق غزة مثالاً على النجاح الدبلوماسي المصري، الذي أعاد التوازن إلى طاولة التفاوض، وأثبت أن الأمن الإنساني للفلسطينيين هو أساس أي تسوية عادلة.
في المحصلة، يقود الرئيس السيسي دبلوماسية المبادرة والحسم، ويعيد لمصر دورها التاريخي كقلب المنطقة النابض ومركز القرار العربي، مما يؤكد مكانتها كضامن رئيسي للاستقرار في المنطقة بأكملها بما فيها الحفاظ على الأمن القومي والسيادة (الخط الأحمر)الحصانة الإقليمية ، لاسيما أن مصر تتمتع بسيادة وهيبة دولة لا يمكن تجاوزها و يُعتبر أي مساس بأمنها القومي خطًا أحمر مطلقًا، وتستخدم القاهرة هذا الثقل السياسي والاستراتيجي لردع أي مخططات، مثل رفضها القاطع لتهجير الفلسطينيين من غزة.توفير مظلة الحماية: قدرة مصر على استضافة الوفود الفلسطينية (بمن فيهم قيادات حماس) في أماكن علنية مثل شرم الشيخ، هي دليل سياسي على أن القرار المصري المستقل هو الضامن الوحيد لسلامة ضيوفها وأمنهم من أي اعتداءات خارجية، مما يؤكد قوتها ومكانتها كدولة ذات سيادة.باختصار.
لقد حولت مصر مسارها من المواجهة العسكرية المباشرة إلى الخيار السياسي المستند إلى معاهدة سلام، مما مكنها من استعادة أرضها وخلق مساحة من القدرة على المناورة والضغط الدبلوماسي لدعم القضية الفلسطينية والحفاظ على استقرارها الإقليمي، بفضل ثقلها التاريخي والجغرافي وقرارها السيادي.
ختاماً لابد من ان نشكر مصر قيادة وحكومة وشعبا على وقف حرب الابادة وانقاذ شعبنا من التهجير وهذا يعكس الدور السياسي المحوري متعدد الأوجه في ملفات السلام الإقليمية، وخاصة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.