أخبار مصر

أين كانت العروبة حين كانت مصر تنزف؟ بقلم آية محمود

مصر العروبة الرائدة فى دعم القضية الفلسطينية

أين كانت العروبة حين كانت مصر تنزف؟

بقلم / آية محمود

أين كانت أصوات العزة والقومية العربية حين كانت مصر، قلب الأمة، تنزف جراحها من الداخل؟

أين كانت هذه الأصوات التي تصرخ اليوم وتطالب الجيش المصري أن يترك حدوده وأمنه القومي ليخوض حربًا خارجية بينما نفس هذه الأصوات كانت صامتة تمامًا عندما كانت مصر تتهاوى وتغرق في الفوضى؟

اليوم البعض يرفع الشعارات وينادي باسم العروبة، لكن في أيام الدم والخراب والانهيار لم نسمع لهم صوتًا، وكأن مصر لم تكن وقتها جزءًا من هذه الأمة وكأن أمنها واستقرارها لم يكن أولوية لأحد سوى أبنائها.

في الخامس والعشرين من يناير عام 2011 خرجت مصر في موجة احتجاجات واسعة ضد الفساد والظلم، بغض النظر عن النوايا وقتها إلا أن النتيجة كانت فراغًا أمنيًا وانهيارًا شبه كامل لمؤسسات الدولة، انهارت الشرطة، فُتحت السجون، انتشرت العصابات والبلطجة.

وغابت الدولة عن الشوارع، وفي تلك اللحظة الحاسمة لم نجد أي تحرك عربي حقيقي لدعم استقرار مصر، كل طرف كان ينظر لمصلحته فقط، وكأن سقوط مصر لا يعنيهم.

 

ثم جاء يونيو 2012، حيث وصل محمد مرسي إلى الحكم بدعم جماعة الإخوان المسلمين، ودخلت مصر في واحدة من أسوأ مراحل الانقسام السياسي والطائفي في تاريخها الحديث .

انتشر الإرهاب في سيناء بشكل غير مسبوق، تصاعدت عمليات اغتيال ضباط الجيش والشرطة، انهار الاقتصاد وتوقفت السياحة التي كانت شريان حياة لملايين المصريين .

ومع ذلك لم نسمع من أي دولة عربية قولًا واحدًا يقول “مصر أولًا”، بل على العكس كانت هناك دول تدعم الجماعة بالمال والسلاح والإعلام، تزيد النار اشتعالًا داخل البيت المصري.

وفي الثلاثين من يونيو 2013 خرج ملايين المصريين للشوارع في مشهد تاريخي للمطالبة بإسقاط حكم الإخوان، وبعد ثلاثة أيام فقط، في الثالث من يوليو، تدخل الجيش بقيادة عبد الفتاح السيسي لحماية الدولة من السقوط .

فجاء رد الجماعة باعتصامات مسلحة في رابعة والنهضة، وبتفجيرات في القاهرة والمنصورة والإسماعيلية، واستهداف مباشر لكمائن الجيش في سيناء، وبدأت مرحلة دموية من حرب الإرهاب التي دفعت فيها مصر ثمنًا باهظًا من دماء أبنائها، وفي هذه اللحظة الحرجة.

هل تحركت الجيوش العربية لحماية الحدود المصرية مع ليبيا أو السودان أو غزة لمنع تهريب السلاح إلى داخل البلاد؟

الإجابة بكل وضوح: لا، لم يتحرك أحد.

جاء يونيو 2014 والسيسي يتسلم الرئاسة وسط اقتصاد منهار وتهديدات إرهابية يومية وحدود ملتهبة، وكانت الأولويات واضحة: إعادة بناء الجيش الذي استنزف في معارك الداخل، محاربة الإرهاب في سيناء بكل قوته، واستعادة الأمن الداخلي في شوارع المدن والقرى، ومع ذلك لم نجد أي عرض من أي دولة عربية لإرسال قوات للمساعدة في الحرب على الإرهاب داخل مصر، وكأن الدم المصري مسؤولية المصريين وحدهم.

واليوم، بعد أن دفع الجيش المصري آلاف الشهداء وأعاد للدولة هيبتها وقدرتها على الوقوف على قدميها، يخرج البعض ليقول:

لماذا لا تحارب مصر لتحرير فلسطين؟ والسؤال الأهم: أين كنتم حين كانت مصر على الأرض؟

أين كان حماسكم وشعاراتكم حين كانت المؤامرات تحيط بها من كل اتجاه؟

لماذا لم تتحرك جيوشكم وأنتم تطالبون الآن الجيش المصري أن يتحرك وحده؟

الحقيقة التي يجب أن يفهمها الجميع أن الجيش المصري ليس جيشًا مرتزقًا ولا أداة في يد أي طرف خارجي، إنه جيش وُجد لحماية 105 ملايين مصري والدفاع عن حدود الوطن وأمنه القومي، وهذا ليس أنانية بل هي أول وأقدس مهامه .

ومن يريد تحرير فلسطين فليبدأ أولًا بتحريك جيش بلده، وليضع يده في يد مصر في موقف متكافئ، لا أن يطالبها وحدها بأن تتحمل عبء المعارك بينما كانت وحدها في الصفوف الأمامية تدافع عن نفسها وعن الأمة كلها في أحلك لحظات تاريخها.

حفظ الله مصرنا الحضارة العريقة العظيمة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة